أول اشتباكات دموية بين الصين والهند على الحدود
وقع أول اشتباك حدودي دموي بين الصين والهند منذ 45 عاماً الذي خلف ضحايا في وادي جلوان الحدودي، وتدخل المواجهات الحدودية بين الصين والهند فصلاً جديداً بشأن المواجهات الحدودية بين أكبر قوتين في القارة الآسيوية بشأن الحدود التي تبلغ أربعة آلاف كيلومتر، حيث أن تلك الحدود لم يتم ترسيمها على النحو الصحيح.
صرح الجيش الهندي اليوم عن سقوط ضحايا من الجانبين، لكن الصين لم تعلن عن وجود أي جرحى أو قتلى، كما وجهت للهند الاتهامات بتجاوز الحدود المتنازع عليها، بالإضافة إلى توجيه الاتهامات باستفزاز ومهاجمة عناصر صينيين مما أدى لمواجهة جسدية خطيرة على الحدود بين الجانبين، بحسب التصريحات التي أعلنت عنها وكالة الأنباء “رويترز”.
نشر الجانبين الصين والهند آلاف من الجنود على الحدود، بعد أسابيع من التوترات بين الجانبين، بالإضافة إلى إجراء محادثات سياسة وعسكرية في أعقاب مناوشات حدودية بين بولاية لداخ المرتفعة القائمة في شمالي الهند يوم الـ 7 من يونيو الراهن، حيث أعلنت الهند عن توافق مع الصين على ضرورة أن يتم حل أزمة الحدود بشكل سلمي.
اشتباكات حدودية بين الصين والهند بسبب خط السيطرة الفعلي
تنبثق في الغالب معظم المناوشات بين الصين والهند – على ما يبدو- عبر التقييمات المختلفة لموقع يطلق عليه بـ”خط السيطرة الفعلي”، أي الحدود الدولية الفعلية بين الصين والهند، فيما يحتشد آلاف الجنود من الصين والهند على طول هذا الخط الحدودي غير المرسوم.
وبسبب هذا، تُعد تلك المناوشات ظاهرة شائعة، ولا يمكن أن يتم تُصنّفها على أنها عدوان من قبل أي من الصين أو الهند، تبعاُ لما أعلن عنه موقع “ديفينس بلوج” المعني بالشؤون الأمنية.
خلال يوم 5 مايو السابق لعام 2020، فقد نشبت اشتباكات بين الجنود الهنود والصينيين بالقرب من بحيرة بانجونج تسو القائمة بمنطقة لاداخ بجبال الهيمالايا، فيما يُعتقد أن سبب المناوشات بين الطرفين نشبت بسبب اعتراض جيش التحرير الشعبي على الدوريات العسكرية الهندية بتلك المنطقة.
وخلال يوم 9 من شهر مايو للعام الراهن 2020، فقد تشاجر الجانبين في الصين والهند بمنطقة ناكولا بالقرب من التبت، وقد تم إلقاء الحجارة على بعضهما البعض في محاولات من أجل دفع القوات الهندية إلى التراجع عن تلك المناطق الحدودية التي يتم حراستها من قبل القوات الصينية، لم تُستخدم أسلحة لكن تم أُصابة عشرات الجنود، من ضمنهم ضابط هندي كبير.
ولم يتم إطلاق أي تصريح رسمي من قبل سلاح الجو الهندي على هذا الحادث، في الوقت الذي تحظر فيها حركة الطائرات المقاتلة بالقرب من خط السيطرة الفعلي بموجب الاتفاقية الدولية الثنائية التي عقدت بين الطرفين.
خلال الأسابيع التي تلت تلك الحادثة، فقد حشد الصين والهند القوات والأسلحة لتأكيد المطالب الإقليمية على تلك المناطق الحدودية المتنازع عليها بجبال الهيمالايا. وقد نشرت الصين عدة آلاف من المركبات المدرعة والمظليين في تلك المناطق المرتفعة على حدود هضبة التبت، بحسب التصريحات التي أعلنت عنها “ديفينس بلوج”.
أمريكا تتزعم وساطة المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الصين والهند
خلال يوم 27 من شهر مايو لعام 2020، فقد أعلن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي تدخله على خط الأزمة بين الصين والهند، مُعلناً الوساطة على تلك المناطق الحدودية المُتنازع عليها بين البلدين في الهيمالايا. وغرّد خلال هذا الوقت عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، “أبلغنا الهند والصين بأن الولايات المتحدة جاهزة و مستعدة وقادرة على القيام بوساطة أو لعب دور الحكم في الخلاف الحدودي المشتعل حاليا بينهما”.
لكن يبدو أن الهند والصين قد أعلنوا عن رفضهم لهذا العرض، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجيان، إن بلاده والهند لا يريدان تدخل طرف ثالث من أجل حل خلافاتهما الحدودية.
كما صرح هارش فاردان وزير الخارجية الهندي، أن بلاده “تعمل مع الجانب الصيني من أجل حل هذه القضية بشكل سلمي”، وأضاف أن “القوات الهندية اتخذت أسلوباً مسؤولا تجاه إدارة الحدود ومتابعة البروتوكولات”.
سادت فترة طويلة من الهدوء النسبي على المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين الصينية والهندية، عادت الحوادث العسكرية بين البلدين إلى المواجهة من جديد، وتبعاُ للحكومة الهندية، فقد عبر الجيش الصيني إلى داخل الأراضي الهندية 1025 مرة خلال الفترة ما بين عاميّ 2016 و2018، وكانت آخر تلك المرات الأخيرة في المواجهة الحدودية التي وقعت خلال عام 2017، عندما اعترضت نيودلهي على بناء طريق تابع للصين بمنطقة دوكلام، وهو تقاطع ثلاثي على الحدود بين البلدين، الذي يفصل بين الهند، وبوتان، والصين. وسمحت تلك المفاوضات بحلحلة التوتر بين الصين والهند.
وخلال تقرير سابق فقد تم نشره خلال الشهر السابق، فقد رجّحت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية عن نشوب حرب نووية بين الصين والهند، يمتد أثرها ليتجاوز الصين والهند، أحد أكبر الصراعات والتي تعد من أكثر الصراعات وأكثرها تدميراً بالقارة الآسيوية وفي العالم.
وأوضحت المجلة الأمريكية إن من شأن تلك الحرب المُحتملة بين البلدين، أن تهز تلك الحرب منطقة المحيط الهادئ الهندية، وتتسبب بسقوط أعداد هائلة من الضحايا من كلا البلدين، وتؤثر بشكل سلبي كبير للغاية على الاقتصاد العالمي، ولكن ربما تلعب الديموغرافيا والجغرافيا دوراً هاماً في الحد من من نطاق تلك الحرب المدمرة.
إقرأ بالفيديو.. ليس هناك دليل علمي بشأن موجة ثانية من كورونا أكثر شراسة بالصين